عد الدكتور يوسف الحسانين أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة وعميد كلية الإقتصاد المنزلي بالمنوفية السابق قضية التلوث البيئى بالمبيدات والأسمدة الكيميائية واحدة من أهم القضايا التى تشغل الرأى العام على الصعيدين المحلى والعالمى، وذلك لكثرة ما تحدثة تلك القضية من مشكلات فى كثير من بلدان العالم بما فيها مصر

لافتـــًا إلى خطورة إستخدامها الذي أدى إلى نشوب سلسلة من المصاعب نذكر منها: قدرة الكائنات والآفات على تطوير نفسها، حيث اكتسبت مناعة ضد أغلب المبيدات، عدم مقدرة الكائنات الطبيعية الموجودة بالتربة ، والتى تعمل بدورها على تفكيك المركبات العضوية الطبيعية على تفكيك مركبات المبيدات، ومن ثم أصبحت فى حيز المحيط الحيوي، بل وتنتشر فى كل مكان مع دورة الماء والهواء. والمثال على ذلك مبيد الـ د.د.د الذى يدخل الى البيئة المائية من جراء مقاومة الآفات بتركيز لا يتعدى 0.014 جزء فى المليون جزء ماء، ثم يتم تراكمة بداخل أجسام الكائنات التى تقطن الوسط المائى مثل الأسماك لذلك كثر الحديث فى العقدين الأخيرين عن تراكم مخلفات المبيدات فى جسم الحيوانات والإنسان ولبن الأمهات بمختلف محافظات مصر.

وقال الدكتور يوسف أن غياب الوعي وأحيانــًا الجهل بخطورة إستخدام المبيدات أدى إلى تدمير كائنات لم يقصد المستخدمون تدميرها ومنها الكائنات النافعة التى تؤدى دورها فى العمليات البيئية الهامة مثل هضم المخلفات العضوية وإتاحتها كغذاء للنبات، وكذلك البعض الآخر الذي يؤدى دورًا هامــًا فى تلقيح النباتات وإنتاج العسل. كما أدت إلى حدوث خلل بيئي كبير والذي تمثل فى ظهور آفات جديدة وسلالات مقاومة كما هو مشاهد فى آفات القطن فى مصر، واختفاء آفات لها دور كبير فى حفظ التوازن البيئي فى الريف مثل غياب الحدأة وزيادة العصافير وتفشى الفئران الخ.

وثمة خطر أخر - أكده وهو تتسبب متبقيات الأسمدة الكيميائية النتراتية فى زيادة تركيز أيونات النتريت فى جسم الإنسان وظهور أعراض تسمم الدم، كما يمكن لأيونات النتريت التفاعل مع بعض الأمينات الموجودة فى أجسام الكائنات الحية لتتكون مركبات سامة خطيرة يطلق عليها النتروزأمين والتى تتسبب فى حدوث العديد من الأورام السرطانية فى المريء والمعدة والكبد والرئتين.

ونتيجة لما سبق – فقد أشار الدكتور يوسف الحسانين إلى المخاطر الصحية في البيئة المصرية من وراء ذلك من حدوث لحالات تسمم حاد ومزمن وتغير في التركيب الوراثي في الخلايا الجسدية والجنسية مما يؤدي إلى العديد من الأمراض السرطانية، وتحدث تجلطات في الدم وفشل كلوي وكبدي وحدوث عقم غير قابل للشفاء

ونصح الدكتور يوسف بضرورة غسيل الخضروات والفاكهة وشطفها بماء الشرب النقى عدة مرات قبل الأكل، كذلك نقع تلك الأغذية فى ماء الغسيل فترة من الوقت قد تمتد إلى ساعات، كل تلك المعاملات يؤدى إلى إزالة تلك المركبات الكيميائية السامة والملتصقة على السطح الخارجى لهذه المواد الغذائية.